تحية وبعد
آمل أن تكونوا وعائلاتكم، بخير. يشعر الكثير منا بالأسى على ما حل بعائلاتهم وأصدقائهم ممن قتلوا، أو أصيبوا، أو فقدوا، الى جانب الشعور بالقلق على أولئك الموجودين تحت القصف والصواريخ، كما وجميعنا قلقون مما يطويه المستقبل.
لا تسعني الكلمات للتعبير عن حالة الرعب الذي نعيشه ونراه، عن حجم ووحشية الهجوم الذي نفذه حماس في جنوب إسرائيل؛ والدمار الذي يحدثه القصف الإسرائيلي في قطاع غزة.
لقد انضم مركز "هموكيد" لمناشدة مجتمع حقوق الإنسان الإسرائيلي في إدانة هذه الفظائع، والمطالبة بحماية المدنيين الأبرياء، فلسطينيين وإسرائيليين على حدٍّ سواء.
تعتبر مبادئ حقوق الإنسان شمولية لا تتجزأ، مما يلزم بالدعم الواضح لحقّ الإسرائيليين في الأمان، والمطالبة بالمساءلة عن الفظائع التي ارتكبتها حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، الى جانب الدعم الواضح، لحق المدنيين الفلسطينيين في غزة بالأمان والمساءلة.
يواصل طاقم مركز "هموكيد" عمله في ظل هذه الظروف المستحيلة. نتلقى يوميا المئات من التوجهات الهاتفية من فلسطينيين الذين يطلبون مساعدتنا. أغلب التوجهات، سواء من الضفة الغربية أو غزة، تكون بهدف الاستفسار عن مصير أحبائهم الذين اعتُقِلوا أو فقدوا. نظرا لقيام السلطات الاسرائيلية باعتقال الآلاف من الفلسطينيين من قطاع غزة الذين كانوا يعملون في إسرائيل قبل تاريخ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وقد قمنا يوم أمس بتقديم التماسٍ إلى المحكمة، للمطالبة بمعلومات عن مكان اعتقالهم، ووضعهم القانوني.
نعمل، أيضًا، على تقديم المساعدة لجميع المتوجهين إلينا، في ظل هذا الواقع الصعب: حملة الهوية الاسرائيلية ممن دخلوا إلى قطاع غزة لزيارة عائلاتهم قبل اندلاع الحرب، يتوقون للعودة إلى ديارهم؛ المزارعون الذين منعوا من الوصول الى أراضيهم خلف جدار الفصل خصوصا الان في موسم الزيتون حيث طال الإغلاق المفروض على الضفة الغربية أراضيهم في مناطق التماس؛ المقدسيون المحاصرون في الأحياء الواقعة خلف الجدار، يمنعهم اغلاق الحواجز من الوصول إلى المدينة.
في هذا الوقت بالذات تقع حماية المدنيين في اعلى سلم الأولويات. جاء ذلك ضمن توجهنا إلى المجتمع الدولي: العمل من أجل إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة، الوقف الفوري لقصف المدنيين في غزّة وإسرائيل، توفير المساعدات والإغاثة الإنسانية، وإعادة توفير الوقود، والماء، والكهرباء، لأهالي قطاع غزة. لا تناقض في العمل من أجل جميع هذه المطالب، بل على العكس تمامًا: يصب بمصلحتنا جميعًا الالتزام بمبادئ الإنسانية، في هذه الظروف بالذات.

كامل التقدير
جسيكا مونتِل
|